اليوم الحادي عشر للنسخة رقم 19 لكأس العالم بجنوب إفريقيا جاء ليعلن عن مرور 32 مباراة من مجموع 64 تشهدها البطولة الأهم والأقوى والأفضل والأكثر جماهيرية.
ثلاث مباريات في المجموعتين السابعة والثامنة أسدل بهم الستار علي الجولة الثانية للمجموعات الـ8 في انتظار الجولة الثالثة الحاسمة التي يٌعلن من خلالها هوية المنتخبات الـ16 المتأهلة للدور الثاني ونظيراتها المغادرة بعد ثلاث مباريات فقط في هذا المحفل العالمي الكبير والرائع علي كل المستويات.
نبدأ من ملعب الجرين بوينت بمدينة بريتوريا الذي استضاف مباراة ختام المجموعة السابعة بين البرتغال و كوريا الشمالية وفيه حقق فريق المدرب كارلوس كيروش فوز ساحق بسباعية دون رد وهي النتيجة الأكبر في البطولة حتى الآن.
رغم انتهاء النصف الأول من اللقاء بتفوق "برازيل أوروبا" بهدف متوسط ميدان بورتو راؤول ميريلس الذي سجله من تمريرة تياجو مينديز في الدقيقة 27 إلا أن التسرب النووي الذي أصاب الغواصة الكورية بين الشوطين أسفر عن 6 أهداف أخري في الشوط الثاني سجل منها تياجو مينديز لاعب وسط أتلتيكو مدريد الأسباني الهدفين الرابع والسادس في الدقيقتين 60 و89 وترك مهام زيارة الحارس الكوري ري ميونج جوك لرفاقه سيماو سابروسا زميله في الضلع الثاني للعاصمة الأسبانية (ق 53) و مهاجم فيردين بريمن الألماني هوجو ألميدا ( ق 56) ثم مهاجم سبورتنج لشبونه البديل داسيلفا ليدسون (ق81) ونجم ريال مدريد العائد لهز الشباك دولياً بعد غياب طويل كريستيانو رونالدو (ق 87) اللقاء أداره الدولي التشيلي بابلو بوزو وشهده أكثر من 63 ألف متفرج.
الفوز رفع حصيلة المنتخب الذي أحرز المركز الرابع في النسخة السابقة للنقطة 4 في المركز الثاني خلف البرازيل المتصدرة و أصبح صعود بلد إيزبيو للدور الثاني مسألة وقت ما لم تحدث معجزة في الجولة الثالثة بينما أصبح منتخب المدرب كيم جونج هون علي بعد مباراة واحدة من المغادرة إلي النصف الشمالي من شبه القارة الكورية حيث العاصمة بيونج يانج.
ثاني مواجهات اليوم الحادي عشر أقيم علي ملعب نيلسون مانديلا باي في مدينة بورت اليزابيث في المجموعة الثامنة بين تشيلي وسويسرا و فيه نجح رجال المدرب الأرجنتيني مارسيلو بيلسا في وضع حد لصمود شباك" بلد بلاتر"- بعد 558 دقيقة - بفضل الهدف الرأسي الذي سجله مهاجم سيسكا موسكو الروسي البديل ماركوس جونزاليس في الدقيقة 75 مستغلا تمريرة زميله- البديل أيضاً- إستيبان باريديس التي راوغ فيها الحارس دييجو بينجاليو.
اللقاء الذي أداره الدولي السعودي خليل جلال شهد رقم قياسي من الكروت الملونة حيث رفع الحكم البالغ من العمر 39 عاماً عشر بطاقات للاعبي المنتخبين منها 9 صفراء (6 لتشيلي و 3 لسويسراً) وكارت أحمر واحد لنجم وسط ويستهام الإنجليزي ومنتخب سويسرا فالون بيهرامي في الدقيقة 31 من عمر اللقاء.
الفوز صعد بمنتخب الـ "لاروخا" لمقعد الصدارة وقربه من بلوغ الدور الثاني فيما أوقف رصيد فريق المدرب الألماني الخبير أوتمار هيتسفيلد عن نقاطه الثلاث في انتظار لقاء الجولة الأخيرة مع هوندوراس علي ملعب فري ستايت (25 يونيو).
ثاني مواجهات هذه المجموعة حقق من خلاله المنتخب الأسباني فوزه الأول في البطولة بهدفين دون رد علي حساب منتخب الهوندوراس في اللقاء الذي استضافة ملعب أليس بارك بجوهانسبرج و أداره الدولي الياباني يوشي ناشيمورا في حضور ما يقرب من 35 ألف متفرج.
مهاجم فالنسيا المنتقل لبرشلونة دافيد فيا فرض نفسه كرجل أول لهذا اللقاء, حيث سجل المهاجم البالغ من العمر 28 عاماً الهدف الأول في الدقيقة 17 بعد عشر دقائق فقط من تصدي عارضة مرمي الحارس نويل فالاداريس لتسديدته.
وأضاف نفس اللاعب الهدف الشخصي الثاني له ولفريق المدرب ديل بوسكي بعد مرور 6 دقائق من الشوط الثاني و أضاع فيا بعدها بـ11 دقيقة فرصة إحراز "الهاتريك" الثاني في البطولة كما فعل لاعب غريم ناديه الجديد جونزالو هيجوين في لقاء الأرجنتين وكوريا الجنوبية وذلك عندما أهدر ركلة الجزاء التي صفرها ناشيمورا لمصلحة خيسوس نافاز ضد إيمليو ايزاجويري.
ورغم دفع مدرب الريال السابق بخوزيه مانويا ماتا بدلاً من النجم غير الموفق فرناندو توريس قبل 20 دقيقة من النهاية إلا أن النتيجة بقت علي حالها ليحقق "الماتادور" أول ثلاث نقاط ويصعد للمركز الثاني في انتظار التأهل في الجولة الأخيرة عندما يواجه منتخب تشيلي المتصدر علي ملعب لوفتوس فيرسفيلد في الخامس و العشرين من يونيه الجاري.
بعد ختام الجولة الثانية وانتصاف عدد مباريات النسخة الإفريقية للمونديال نقدم أهم أرقام وإحصاءات و مفارقات اليوم الحادي عشر الذي شهد تسجيل 10 أهداف وأشهر حكامه 15 ورقة صفراء وورقة حمراء واحدة.
ثم نعرج علي مقارنة بين الجولتين الأولي و الثانية في بطولة ألمانيا السابقة والبطولة الحالية التي تنظم علي أرض قارة المواهب لأول مرة:
1- البطاقة الحمراء التي أشهرها خليل جلال في وجه متوسط الميدان السويسري بيهرامي هي الخامسة بشكل مباشر و العاشرة في البطولة حتى الآن حيث نال الثنائي الأسترالي كاهيل وكويل بطاقتين في لقاءي ألمانيا وغانا والحارس الجنوب إفريقي إيتوميلنج كوني في لقاء أورجواي والنيجيري ساني كيتا في لقاء اليونان نالوا كارت أحمر مباشر بينما أبعد لاعب أورجواي نيكولاس لوديرو من لقاء فرنسا والجزائري غزال من لقاء سلوفينيا والصربي لوكوفيتش من لقاء غانا والألماني كلوزه من لقاء صربيا والبرازيلي كاكا من لقاء كوديفوار بعد أن نال كل لاعب ورقتين صفراوين.
2- بثلاثية البرتغاليين تياجو مينديز وسيماو سابروسا في مرمي كوريا الشمالية رفع نجوم أتلتيكو مدريد الأسباني غلتهم من الأهداف للرقم 5 بعد ثنائية زميلهم دييجو فورلان في شباك جنوب إفريقيا بطل الدوري الأوربي للعام 2010 يتفوق علي مواطنه ريال مدريد الذي أحرز نجميه الأرجنتيني هيجواين والبرتغالي رونالدو 4 أهداف في ممثلي الكوريتين.
3- البرتغالي مينديز و الأسباني فيا التحقا بقائمة مسجلي الثنائيات فورلان (الأورجواي) و فابيانو (البرازيل) ,الملاحظ أن هذا الرباعي وكذلك الأرجنتيني هيجواين صاحب" الهاتريك" الوحيد في البطولة يلعبون لأندية تنشط في الليجا الأسبانية.
4- بهدفه في مرمي سويسرا صار لاعب منتخب تشيلي ماركوس جونزاليس رابع لاعب بديل يتمكن من التسجيل بعد أن سبقه الألماني كاكاو في لقاء أستراليا و المكسيكي هيرنانديز في لقاء فرنسا ثم البرتغالي ليدسون في لقاء كوريا الشمالية.
5- فينسنت إنياما (نيجيريا) – دييجو فورلان (أورجواي) – ويسلي شنادير (هولندا) – اسمواه جيان (غانا) وأخيراً كريستيانو رونالدو (البرتغال) , هذه قائمة الشرف للنجوم الذين أحرزوا لقب أفضل في مناسبتين.
6- هدف الفوز الوحيد الذي أحرزه مهاجم تشيلي ماركوس جونزاليس الذي يلعب لفريق سيسكا موسكو الروسي ليس الأول لنجم يلعب في الفريق الذي يحتل المركز الثاني في الدوري المحلي – مر منه 11 جولة حتى الآن- بل سبقه الياباني كيسوكي هوندا الذي سجل هدف بلاده الوحيد في مرمي الكاميرون.
7- ركلة الجزاء التي أهدرها المهاجم الأسباني دافيد فيا هي الثانية في البطولة التي يفشل المهاجمون في ترجمتها لهدف كان النجم الألماني لوكاس بودولسكي قد أضاع الركلة الأولي في لقاء بلاده ضد صربيا (المجموعة الرابعة).
8- الفوز الذي حققه المنتخب البرتغالي علي كوريا الشمالية (7-0) في المجموعة الثامنة هو ثاني أكبر فوز خلال النسخ الثلاث الأخيرة الطريف أن المنتخب السعودي ممثل القارة الآسيوية أيضاً كان قد انهزم (0-8) أمام ألمانيا في أول لقاء خاضه ضمن المجموعة الخامسة في نهائيات كوريا و اليابان 2002.
9- بعد أن صمدت الشباك السويسرية لمدة 558 دقيقة قبل أن تتلقي هدف مهاجم تشيلي جونزاليس في الدقيقة 75 من لقاء المنتخبين في المجموعة الثامنة, كان المنتخب السويسري قد حطم رقم المنتخب الإيطالي الذي ظل صامداً لمدة 550 دقيقة قبل أن يوقع الأرجنتيني كلاوديو كانيجيا في مرمي الحارس والتر زينجا في الدقيقة 67 من عمر اللقاء الذي جمع المنتخبين في نصف نهائي نسخة 1990 بإيطاليا.
10- لقاء أسبانيا والهوندوراس شهد مشاركة الشقيقين ويلسون وجيري بلاسيوس جنباً إلي جنب لأول مرة مع فريق المدرب الكولمبي رينالدو رويدا حيث بدأ ويلسون لاعب توتنهام أساسياً ثم دفع بجيري في الدقيقة 84 بدلاً من ديفيد سوازو. الضلع الثالث في عائلة بلاسيوس هو المدافع جوني الذي لم يشارك حتى الآن.
11- لم يشهد ملعب جرين بوينت في بريتوريا أي انتصار في ثلاث مباريات أقيمت عليه بين فرنسا وأورجواي (صفر - صفر) في المجموعة الأولي ثم إيطاليا وبارجواي (1-1) بالمجموعة السادسة ثم الجزائر وإنجلترا (0-0) المجموعة الثالثة. الملعب الذي يتسع لـ 66 ألف متفرج شهد انفراجة كبيرة في لقاء البرتغال وكوريا الشمالية (المجموعة السابعة) وذلك عندما تحقق الفوز الأول عليه و بسبعة أهداف نظيفة!
12- رغم فداحة الخسارة التي تعرضت لها كوريا الشمالية أمام البرتغال (0-7) في المجموعة السابعة إلا أنها تقل بهدفين عن الخسارة التي تلقتها شقيقتها الجنوبية أمام المجر في نسخة سويسرا 1954 حيث سجل زملاء بوشكاش 9 أهداف كاملة في مرمي الحارس الكوري هونج دوك جونج.
مقارنة بين أرقام الجولتين الأولي والثانية في النسخة السابقة والحالية
- 67 هدفاً حتى الآن في 32 لقاء في النسخة الجنوب إفريقية للمونديال، نسبة التسجيل بلغت 2.9 هدف في اللقاء الواحد، كانت النسخة الماضية في ألمانيا قد شهدت تسجيل 75 هدفاً في نفس الجولتين.
- 22 فوزاً و10 تعادلات شهدتها مباريات الجولتين الأولي والثانية للنسخة الحالية، كانت النسخة السابقة قد شهدت 25 فوزاً و7 تعادلات في نفس الجولتين.
- أكبر فوز في جولتي هذه النسخة بالمجموعات الثماني حققه منتخب البرتغال علي حساب كوريا الجنوبية (7-0) وسجل خلاله البرتغالي تياجو مينديز هدفين، أما الفوز الأكبر في جولتي النسخة السابقة فقد حقه منتخب الأرجنتين علي حساب صربيا و الجبل الأسود (6-0) وسجل خلاله الأرجنتيني ماكسي رودريجيز هدفين أيضاً.
- تفوقت المدرسة الأرجنتينية في التدريبية بشكل واضح في جولتي نسخة جنوب إفريقيا حيث تصدرت منتخبات الأرجنتين التي يقودها مارادونا وبارجواي التي يقودها خيراردو مارتينيو وتشيلي التي يقودها مارسيلو بيلسا المجموعات الثانية والخامسة والثامنة، المعروف أن أبناء مدرسة التانجو هم الأكثر عدداً بين كل مدربي المنتخبات المشاركة.
- في الجولة الثانية للنسخة الحالية خسر منتخب كوت ديفوار ممثل القارة الإفريقية أمام البرازيل (1-3) وهو ما سبقه إليه منتخب إفريقي أخره تونس الذي خسر أمام أسبانيا بنفس النتيجة في ألمانيا 2006.
- المنتخب الإيطالي تعادل في الجولة الثانية للمجموعة السادسة للنسخة الحالية مع نيوزيلندا (1-1)، كان "الأزوري" قد حقق نفس النتيجة مع منتخب الولايات المتحدة في النسخة التي حققها علي الأراضي الألمانية عام 2006 ولكن في المجموعة الخامسة.
- المنتخب الهولندي حقق الفوز علي كوت ديفوار بهدفين لهدف في الجولة الثانية لنسخة ألمانيا 2006 ضمن المجموعة الثالثة وعاد ليحقق الفوز بفارق هدف أيضاً (1-0) علي المنتخب الياباني في الجولة الثانية للمجموعة الخامسة في هذه النسخة.
- المنتخب البرازيلي صاحب المقام الرفيع في كأس العالم فاز علي أستراليا بفارق هدفين (2-0) في الجولة الثانية للمجموعة الخامسة في النسخة السابقة ثم عاد وحقق نفس فارق الهدفين عندما فاز علي كوت ديفوار (3-1) في الجولة الثانية للمجموعة السابعة في النسخة الحالية.
- المجموعات الثانية والخامسة والثامنة لم تشهدا أي تعادل حتى الآن وانتهت كل المباريات الست في كل مجموعة بفوز أحد الطرفين بينما تتصدر المجموعتين الثالثة والسادسة صدارة أكثر المجموعات تعادلاً برصيد 6 تعادلات.
- منتخبات أورجواي (المجموعة الأولي) وهولندا (المجموعة الخامسة) والبرتغال (المجموعة السابعة) وتشيلي (المجموعة الثامنة) لم تهتز شباكها حتى الآن بينما لم يعرف نجوم منتخبات فرنسا (المجموعة الأولي) والجزائر (المجموعة الثالثة) وهوندوراس (المجموعة الثامنة) طريق شباك منافسيهم بعد.
- بعد سباعيته في مرمي كوريا الشمالية في المجموعة السابعة يحتل منتخب البرتغال صدارة أقوي خطوط الهجوم بين كل المنتخبات حتى الآن ويليه كل من الأرجنتين (المجموعة الثانية) والبرازيل (المجموعة السابعة) برصيد 5 أهداف لكلأ منهما